يمكن أن يحدث الإجهاض المفقود (الذي لم يكتمل) أو الصامت لأي امرأة. بعد حدوث عملية الإخصاب، تنغرس البويضة المخصبة في الرحم، لكن، للأسف إذا لم تسر الأمور بالشكل الصحيح، يفشل الحمل. قد لا ينمو الجنين على الإطلاق، ويكون كيس الحمل فارغاً، وتسمى هذه الحالة “البويضة المخصبة المصابة أو المريضة”، أو قد يبدأ الجنين بالنمو، ولكنه يفشل بعد ذلك في الاستمرار بالنمو.
يطلق عليه اسم “الإجهاض المفقود” لأنك لا تشعرين بأن هناك مشكلة ما. وقد لا تظهر أي من المؤشرات المعتادة للإجهاض، مثل الألم أو النزيف. كما يمكن أن يستمر جسمك في إعطائك إشارات بأنك ما زلت حاملاً، لكن إذا كانت مستويات الهرمون في انخفاض، فربما تخفّ هذه المؤشرات بعض الشيء. وربما تشعرين بأن ثدييك قد أصبحا أقل طراوة، على سبيل المثال.
في العادة، تعلمين للمرة الأولى بأن الامور لا تسير على ما يرام، عندما يظهر موعدك الأول للتصوير بالموجات ما فوق الصوتية أن كيس الحمل فارغ، أو أنه ليس هناك نبض للجنين (ليس لديه ضربات قلب). ستكون هذه الأنباء بمثابة صدمة كبيرة. وقد يكون من الصعب فهم أو تقبل هذا الأمر، كما أنك ستحتاجين إلى وقت للتأقلم معه. لكن اطمئني، فهناك حالات حمل ناجحة لدى معظم النساء اللاتي سبق أن تعرضن لإجهاض مفقود.
كيف يحدث الإجهاض المفقود؟
يحدث عادة بسبب خلل ما في مرحلة مبكرة من الحمل، وهو يرتبط بالطريقة التي ينمو ويتطور بها الجنين. من المحتمل أن يكون عدد الكروموسومات لدى الطفل غير صحيح. في لحظة الإخصاب، عندما يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة، ينبغي أن يجتمع 23 كروموسوماً من الأم و23 كروموسوماً من الأب لتصبح في مجملها 46 كروموسوماً.
أحياناً، قد يحدث خلل في الكروموسومات فتكون زائدة أو ناقصة عن الحدّ المطلوب، أو يكون هناك جزء مفقود أو مكرّر من الكروموسوم. وهذا يعني أن المادة الوراثية أو الجينية التي تحملها الكروموسومات غير سليمة، لذا ينمو الطفل بصورة غير طبيعية.
في حالة الإجهاض المفقود، إما ألا ينمو الجنين أو لا يصل إلى مرحلة متقدمة من النمو، وتتوقف نبضات القلب لديه عندما لا يتعدى حجمه بضعة ملليمترات. في أحيان قليلة جداً، يحدث الإجهاض في وقت لاحق، ربما في الأسبوع الثامن أو العاشر من الحمل، أو حتى بعد ذلك.
في المراحل المتقدمة من الحمل، قد يرجع حدوث الإجهاض المفقود إلى وجود التهاب أو عدوى مثل “بارفوفايروس” parvovirus أو الحصبة الألمانية (الروبيلا). إذا كان هناك شك في إصابتك، ستخضعين لفحص دم يدعى تورش (وهو اختصار للتوكسوبلازموزس، والحصبة الألمانية، وسيتوميجالوفايروس cytomegalovirus، والحلأ البسيط (الهربس أو القوباء التناسلية)، وذلك للتحقق من عدم وجود أي التهابات أو عدوى.
إذا اعتبرت أخصائية التصوير أثناء خضوعك لجلسة التصوير بالموجات ما فوق الصوتية أنك قد تعرضت لإجهاض مفقود، فإنها تطلب عادة من أخصائية تصوير ثانية تأكيد هذه النتيجة.
ما الذي يحدث بعد التشخيص؟
إذا كنت قد تعرضت لإجهاض من قبل، فستكونين قلقة جداً من إحتمال حدوث هذا الأمر مرة أخرى بطبيعة الحال. تنجح حالات الحمل لدى معظم النساء في المرة التالية، وقد تنصحك طبيبتك بالخضوع لمسح صوتي في وقت مبكر لتشعري بالاطمئنان. وعندما تصبح مشاهدة نبضات قلب الجنين ممكنة، يكون حملك قابلاً للاستمرار، وتكون فرصة النجاح لديك أفضل بكثير. يمكنك قراءة المزيد عن الحمل بعد الإجهاض .
لكن تذكري أن تنتظري حتى تكملي أكثر من ستة أسابيع من الحمل، ومن الأفضل أكثر من سبعة أو ثمانية أسابيع من الحمل، إذا كنت ترغبين في تجنّب الشك الذي قد يحمله أي تصوير في وقت مبكر جداً من الحمل.