قام بكتابة وإعداد المقال الدكتور “أسامة صالحة” استشاري أمراض النساء والولادة
ماذا نعني بأطفال الأنابيب (IVF)؟
تتضمن تقنية طفل الأنابيب على تنشيط المبيضين بحقن الهرمونات لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات. تؤخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية في المختبر حيث تتم عملية التلقيح. ومن هنا أطلق على هذه العملية “طفل الأنابيب”.
ما هو الحقن المجهري (ICSI)؟
الحقن المجهري هو أسلوب مخبري جديد ومتطور نلجأ إليه في حلات العقم التي يكون فيها الحيوان المنوي غير قادر على إختراق جدار البويضة لتلقيحها، وفي هذة الحالة يحقن الحيوان منوي مباشرة داخل البويضة. لكن حاليا معظم وحدات طفل الأنبوب تقوم بإجراء الحقن المجهري لكل الحالات وليس فقط لحالات ضعف الحيوان المنوي حيث أن نسبة التلقيح مع الحقن المجهري أعلى منها في علاج طفل الأنبوب.
نبذة عن طفل الأنابيب (IVF)
العلاج يتألف من عدة مراحل مصممة لحث المبيضين على إنتاج عدة بويضات مقارنة بما يحصل في الدورة الطبيعية حيث يتم إنتاج بويضة واحدة فقط. هناك عدة طرق يمكن إنباعها لإجراء علاج طفل الأنبوب:
• البرنامج القصير (Antagonist Protocol): في اليوم الثاني من الدورة الشهرية تجري السيدة سونار وتحليل دم وبناء على نتائج التحليل والسونار فستبدئين بتناول الهرمونات المنشطة للإباضة. هذه الأدوية عبارة عن حقن تؤخذ في نفس الوقت يوميًا (يفضل مساء) لتنشيط المبايض (إما Gonal-F أو Puregon). بعد 5 أيام من أخذ الأبر سوف نجري سونار وتحليل دم. وبناء على نتائج التحليل والسونار سوف تبدئين بأخذ نوع أخر من الأبر (اما Cetrotide أوOlgalotran ). تؤخذ هذة الأبر في نفس الوقت (يفضل صباحا) لمدة 3 أيام بعدها نعيد السونار وتحليل الدم. يستغرق العلاج تقريبا 10 أيام.
• البرنامج الطويل (Long Agonist Protocol): في اليوم الأول أو اليوم الواحد والعشرين من الدورة الشهرية تجري السيدة سونار وتحليل دم وبناء على نتائج التحليل والسونار تبدأ بأخذ بخاخ في الأنف 6 مرات في اليوم. بعد أسبوعين يتم تقيم الوضع بالسونار المهبلي، فإن كان طبيعيًا، فستبدئين في غضون بضعة أيام بتناول الهرمونات المنشطة للإباضة. هذه الأدوية عبارة عن حقن تؤخذ في نفس الوقت يوميًا لمدة 10 إلى 12 يوم لحث المبيضين على إنتاج عدة بويضات.
• تنمو البويضات تدريجيا في المبيضين لتكون ما يسمى “بالحويصلات”. يتم قياس حجم الحويصلات بالسونار المهبلي ومن ثم تحديد موعد سحب البويضات. إذا تبين من السونار أن حجم الحويصلات وعددها مناسبان، يتم أخذ حقنة hCG التي تكمل نضوج البويضات وعادة تعطى هذة الحقنة قبل 36 ساعة من عملية سحب البويضات. ربما تحدث بعض الأعراض الجانبية للأدوية مثل الغثيان والإسهال والصداع والتقلبات النفسية.
كيف تتم عملية سحب البويضات؟
عليك الحضور إلى وحدة طفل الأنبوب في الوقت المحدد لك. نرجو منك أن لا تأكلي أو تشربي شيئًا بعد منتصف الليل. الرجاء الحضور من دون مجوهرات أو طلاء الأظافر أو مستحضرات التجميل أو العطور أو العدسات الاصقة. يمكنك إرتداء خاتم الزواج. فور وصولك إلى الوحدة سوف ترافقك الممرضة إلى غرفتك الخاصة. يتم سحب البويضات تحت تخدير عام أو موضعي عن طريق السونار المهبلي. تستغرق عملية سحب البويضات بين 30 الى 45 دقيقة. بعد العملية يمكنك أن تأكلي وتشربي.
في بعض الإحيان تسبب عملية سحب البويضات نزول قليلا من الدم من المهبل. غالبا ما يكون هذا الدم ضئيلاً ويميل لونه إلى الأحمر أو البني ويتوقف بعد يوم أو يومين. قبل الخروج من المستشفى يعلمك الطبيب عن عدد البويضات التي تم سحبها ويعطيك تعليمات عن كيفية إستعمال الأدوية التي تحسن بطانة الرحم وتعزز إمكانية تقبلة لللأجنة.
جمع السائل المنوي
يتم الحصول على السائل المنوي عن طريق الإستمناء يوم سحب البويضات. ينصح بالإمتناع عن الجماع لمدة يومين إلى أربعة أيام قبل ذلك.
كيف يتم تلقيح البويضات؟
تحقن كل بويضة بحيوان منوي واحد (الحقن المجهري). من المتوقع أن يلقح حوالي 70 – 90% من البويضات. تنقسم البويضات الملقحة لتكون ما يسمى “بالجنين” وتصنف الأجنه حسب جودتها الى 4 أصناف. بعد يومين إلى خمس أيام يتم إختيار أفضل الأجنه لإرجاعها للرحم ويمكن أن يجمد باقي الأجنه لإستعمالها في محاولات أخرى.
كيف تسترجع الأجنة الى الرحم؟
عملية إرجاع الأجنة للرحم عملية بسيطة تستغرق بضع دقائق ولا تحتاج للتخدير. تحضرالسيدة إلى وحدة طفل الأنبوب في الوقت المحدد ويجب أن تكون المثانة مليئة نسبيا حيث أن ذلك يسهل عملية إرجاع الأجنة. توضع الأجنة في الرحم بواسطة أنبوب بلاستيكي رفيع. بعد إرجاع الأجنة يفضل أن ترتاحي لفترة وجيزة قبل مغادرة الوحده.
ما هو عدد الأجنة التي يمكن نقلها؟
هذا قرار صعب ويعتمد على ظروف عدة. عادة ننصح بإرجاع 2 أجنة إذا كان عمر الزوجة أقل من 35 عاما وثلاث أجنة إن كان العمر يتجاوز الأربعين عامًا. مع العلم أن زراعة ثلاث قد يؤدي الى الحمل بتوأمين أو ثلاثة توائم وفي حالات نادرة قد يكون أكثر من هذا العدد.
متى نجري تحليل الحمل؟
بعد نقل الأجنه بأسبوعين نجري تحليل الحمل وتكون فترة الإنتظار عادة مقلقة ومليئة بالأمل والتوتر. بشكل عام ننصحك بالأتي:
• عدم إستعمال الدش المهبلي.
• الإمتناع عن الجماع لمدة اسبوعين من تاريخ إرجاع الأجنة.
• عدم القيام بأي رياضة شاقة كالركض والمشي لمسافات طويلة إلخ.
• عدم حمل الأشياء الثقيلة.
• عدم تناول الأدوية عدا التي نصح بها الطبيب.
إن كان تحليل الحمل إيجابيًا فهذا تأكيدا للحمل. علما بإن التحليل لا يعطي أية معلومات عن صحة الحمل أو عدد الأجنه. وبعد اسبوعين يتم التأكد من طبيعة الحمل (عدد الأجنة) بالسونار.
إذا كان هناك أي شك في صحة الحمل أو إحتمال الحمل خارج الرحم، فقد نحتاج لإجراء تحاليل وفحوصات أخرى.
إن كان تحليل الحمل سلبيًا فيجب التوقف عن تناول العلاج. عادة تبدأ الدورة الشهرية في غضون أسبوع
هل يختلف حمل “طفل الأنبوب” عن الحمل الطبيعي؟
لا يختلف الحمل الناتج من علاج طفل الأنابيب عن أي حمل آخر. فمثل جميع حالات الحمل الطبيعية هناك دائمًا احتمال الإجهاض أو الحمل خارج الرحم أو الولادة المبكرة. كما إن العيوب الخلقية التي تصل نسبة وقوعها إلى %3 بشكل تلقائي في الولادات الطبيعية، قد تحدث أيضًا لدى الأطفال الذين يولدون نتيجة طفل الأنابيب.
ما هي مخاطر علاج طفل الأنابيب؟
إثارة المبايض المفرطة (OHSS)
الإثارة المفرطة للمبايض تحدث عادة عند السيدات الآتي يعانين من مرض تكيس المبايض حيث تستجيب المبايض للأدوية المنشطة بإفراط وينتج عن ذلك وجود أكياس كبيرة وكثيرة في المبايض.
الرجاء الإتصال بوحدة طفل الأنبوب للإخصاب والمساعدة على الإنجاب إذا ظهرت إثنان أو أكثر من العوارض التالية:
1. انتفاخ مفرط في البطن
2. عطش، غثيان أو تقيؤ
3. قلة كمية البول
4. إسهال
5. دوار
6. ضيق أو صعوبة في التنفس
معظم حالات إثارة المبايض المفرطة (OHSS) تعالج بشرب السوائل وتناول المسكنات ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج بعض النساء لدخول المستشفى للعلاج.
ما هي إحتمالات نجاح علاج طفل الأنابيب؟
للأسف لا يضمن علاج طفل الأنابيب حدوث الحمل أو نتيجة الحمل. اجمالا احتمال النجاح حوالي 40 – 50%. هناك عدة أسباب لعدم حدوث الحمل منها عدم إستجابة المبايض للأدويه المنشطه للأباضه أو قد لا تكون البويضات التي تم سحبها طبيعية فلا تتم عملية التلقيح، أو قد لا تنقسم الأجنه بشكل طبيعي، أو قد تكون عملية إرجاع الأجنه للرحم صعبه أو غير ممكنه. لكن السبب الرئيسي لفشل هذه العملية هو أن الأجنة بعد الإرجاع لا تنمو بشكل طبيعي داخل الرحم لأسباب غير معروفة.
كيف يمكن زيادة فرص نجاح علاج “طفل الأنبوب”؟
هناك عدة نصائح عامة للسيدات والرجال:
السيدات
• ننصحك بتجنب جميع الأدوية بقدر الإمكان. إذا كنت تتناولين دواء معينا وفقًا لوصفة طبية فنرجوا أن تعلمينا.
• ننصحك بتجنب التدخين. حيث أن التدخين يؤدي إلى إنخفاض نسبة الحمل وزيادة خطر الإجهاض.
• ننصحك بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوه والشاي لأكثر من مرتين في اليوم.
• ننصحك بإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قبل وبعد فترة العلاج.
• ننصحك بالإمتناع عن المعاشرة الجنسية قبل عملية سحب البويضات بثلاثة أيام وكذلك بعد إرجاع الأجنه وحتى تحليل الحمل.
الرجال
• ننصحك بتجنب الجلوس في الحمامات الساخنة أو السونة لمدة ثلاثة أشهر قبل بدء العلاج.
• ننصحك بتجنب الأدوية والتدخين لمدة ثلاثة أشهر قبل بدء العلاج.
• ننصحك بعدم ارتداء الملابس الداخلية الضيقة.
ما هي التقنيات الجديدة في علاج “طفل الأنبوب”؟
1. تقشيرأو تثقيب الأجنة بإستخدام الليزر (Assisted Hatching). وتستخدم هذة التقنية لمساعدة الجنين على الخروج من قشرة البويضة والإنغماس في بطانة الرحم مما يزيد من فرص الحمل خاصة إن كانت سماكة جدار البويضة أكثر من المعدل الطبيعي.
2. إستخدام “لاصق للأجنة” وهو عبارة عن مادة صممت لتساعد الأجنة على الإلتصاق في بطانة الرحم.
3. فحص الأجنة قبل الإرجاع Pre-Implantation Genetic Screening ويتم ذلك عن طريق أخذ خلية من خلايا الجنين أثناء إنقسامه لفحص كروموسومات الجنين للتعرف على الأمراض الوراثية ومنثم إرجاع الأجنة الطبيعية. كما يمكن عن طريق هذة التقنينه تحديد جنس الجنين.
4. تجميد الأجنة لقد طرأ الكثير من التقدم على تقنية تجميد الأجنة في السنوات القليلة الماضية حيث زادت نسبة نجاح نقل الأجنة المجمدة. وتستخدم الأجنة المجمدة في حال عدم حدوث حمل مع علاج طفل الأنبوب أو بعد الولادة في الوقت الذي يحددة الزوجان للحمل بطفل آخر.
السونار المهبلي
صورة سونار تبين الحويصلات بعد تنشيط المبيض
البويضة كما تبدو بعد سحبها من الحويصلة
عملية الحقن المجهري. يحقن الحيوان المنوي
داخل البويضة مباشرة
البويضة الملقحة ويبدو واضحا في منتصف البويضة
المادة الوراثية من الأب والأم
الجنين بعد انقسامة الى 6 خلايا
الجنين بعد إنقسامة إلى مئات الخلايا
الجنين بعد إنقسامة إلى مئات الخلايا
التي تبدأ الخروج من البويضة
إرجاع الأجنه