الصفات الوراثية

0
1071

بقلم الإعلامية نغم كباس

نورثهم ولكن نربيهم
يتشابه الأشخاص ويختلفون في الكثير من الصفات الجسدية والخلقية بعضها صفات وراثية نفسية تولد معهم ليس من السهولة تغييرها وأيضاً ليس من المستحيل ، وتلعب التربية الدور الأكبر في تعديل بعض الصفات النفسية والوراثية لدى الطفل إما إيجاباً أو سلباً.

فالذكاء مثلاً صفة وراثية تولد معه تعمل الأسرة والبيئة المحيطة إما على تنميتها وزيادتها أو على إحباطها فتمنيتها تكون بوضع بعض العراقيل البسيطة التي تتناسب مع المرحلة العمرية للطفل ودفعه لإيجاد الحل المناسب لها وأيضاً بانتقاء الألعاب المسلية لكن في نفس الوقت التي تحتاج إلى تفكير وتحليل بينما إحباطها فيكون بكبح جماح الطفل وعدم الإهتمام بقدراته وربما يؤدي إلى تراجع ذكائه أيضاً لكن من الجانب الآخرتعترضنا صفات دائمة تلازم الطفل مدى الحياة كالبله والجنون حيث نقف حيالها عاجزين عن الحل ولانملك إلا مساعدة الطفل على التأقلم مع حالته والعناية البدنية به وهنا تلعب العوامل السيكولوجية دوراً أكبر قد لانتمكن من السيطرة عليها.

ومايسهل مهمام العائلة تميز الطفل الذي يبدو واضحاً منذ الولادة عند البعض فنلاحظ تعدد مواهبهم واختلافهم عن باقي أفراد المجتمع وإن وجد عند أبوين جيدين فسيتابع الطفل تميزه ونجاحه في حياته لأن قوة التربية السليمة ستحدد مستقبل أبنائنا وبالتالي مجتمعنا ككل وعلى العكس فوجود الطفل المميز لدى أبوين سيئين ستقتل هذه المواهب وقد تستبدلها بصفات غير مقبولة كالبخل والجبن والجريمة.

أما عن كيفية إيصال أفكارنا لأطفالنا فهناك طرق عديدة منها أن ننحني لنصبح بمستوى الطفل وننظر في عينيه مباشرة بنظرة حنون وابتسامة رقيقة ثم نلقنه المعلومة وإن لم نحصل على النتيجة المرجوة يمكننا إيصال الفكرة عن طريق اللعب أو الرسم أو الحكاية فكثيراً مانخطئ في تقدير إمكاناتهم الصغيرة ويجب الإبتعاد عن فرض أوامرنا على أطفالنا وكأنهم جنود لدينا.

كأن نأمرهم مثلاً بالإبتعاد عن التدخين أو المخدرات ما أعتبره أمراً غير كاف فهذا يحتاج لتدريب طويل منذ نعومة أظفاره وذلك بأن نشرح له مايضر بصحته ومايفيده وماالنتائج المترتبة عن سوء الإعتناء بالنظافة والصحة العامة والخاصة وهكذا سيكون قادراً عندما يكبر على اختيار مايناسب جسده ويتماشى مع متطلباته للحفاظ على بدن صحي معافى

فطفلنا نبتة صغيرة وإمدادها بالعوامل المساعدة على النمو لايحميها من الإنحراف عن استقامتها لذلك ترى المزارع يضع عصى بجانب نبتته ليضمن استقامتها وهذا بالضبط ماتفعله التربية الصحيحة. بحيث تقوي الضعيف وتجعل القوي أكثر قوة وثباتاً وأنوه هنا إلى أنه لايمكن أن تنشأ علاقة بين الأم وطفلها من خلال إصدار الأوامر. بل يجب أن تبنى على المحبة والحميمية وتكرار كلمة أحبك ياولدي عندما تريد شكره أو مكافأته على عمل جيد قام به أو ضمه بين ذراعيها وتقبيله. أو إمضاء وقت أطول في اللعب معه ويجب أن تبتعد عن المكافآت المادية

وألا نشرط المكافأة بالعمل الجيد كي لانقع في فخ تدريب الطفل على الرشوة. فالإعتياد على أسلوب معين في الصغر سيلازم الطفل مدى الحياة. ولن يرى غيره صحيحاً مهما كان أمامه خيارات، فالرئة تعتاد التدخين بالرغم من أنها مخصصة فقط للهواء النقي. ولكن التكرار يدفعها للتأقلم مع الهواء الملوث والنمط الجديد الذي يفرضه عليها المدخن. وهذا مايحدث للطفل عندما ينشأ في بيئة ملوثة فكرياً فيعتاد على هذا السوء ويرى العالم كله من هذا المنظار ولايكون في انتظاره إلا الإنحراف عن المجتمع.