بقلم ندى صنيج
فتحت نافذة سيارتي على طريق العودة للمنزل من العمل، كان يوما شاقاً وطويلاً والجو منذ زمن لم يكن باردا ولطيفا هكذا…
أطفأت صوت الراديو، و عقلي خال من كل تفكير، أستمتع بالنسمات الباردة تلفح وجهي واستمع لهدوء الطبيعة وأصوات السيارات بجانبي، هدوء جميل قاطعته بشكل فجائي عينيه الصغيرتين الزرقاوتين، ترمقانني بنظرات الحب، و إبتسامته الصغيرة و يديه تعانقاني، قلبي بدأ يرتجف، في تلك اللحظة نسيت العالم ونسيت مقودي وسيارتي وتذكرت يوم صار يشهق بسعادة عندما لفح الهواء البارد وجهه الشتاء الماضي، تذكرت كيف أنه ينتظرني خلف باب منزلنا الساعة السادسة مساء كل يوم ليرحب بي بعناق دافئ، تذكرت إحساسي البارحة عندما تعثر واصطدم رأسه بالحائط وكأن الألم الذي شعرت به وقتها أشعر به الآن بشدته و أكثر..
تذكرت عينيه في الظلام وهو راقد بين ذراعي لينام، وأنا أدندن في أذنيه أغنية فيروز “يللا تنام يللا تنام” لم يتجاوز وقتها الأربعة أشهر لكن تلك النظرة يومها كأنه يقول لي أنت الآن كلك ملك لي، وأنا ملك لك وحدك، استفاضت مشاعري بقوة وكأنه الآن بين ذراعي يتأملني، ينتظرني لأعود من عملي، يركض إلي عندما يقع، يناديني لألعب معه ونعد الأرقام والأحرف الأبجدية سوية، هو معي الآن في تلك اللحظة وفي كل لحظة في قلبي وروحي وكياني، يهزني هزاً عنيفاً، و كأنه ضرب بعرض الحائط مفاهيم الحب التي عرفناها في الماضي، فهذا الحب كالسحر يأخذني وكالترياق يشفيني ويعذبني عذاباً حلواً لذيذاً يدوخني.
وأسأل نفسي كيف لي أن أحبه أكثر مما أحبه الآن!!! فُتح الباب وها هو واقف ينتظرني، يرمقني بنظرات الحب ويقول لي “ماما تيسي بيسي اديبيديدي” كلمات لا أحد يفهمها، وحدي أنا فقط أعرف أنه يقول لي “ماما اشتقت إليكي فضميني بقوة”