د.مريم النويمي
قرأت بصحيفة محلية بالأمس صفحة كاملة و ملونة تسر الناظرين عن مستشفى العزيزية عندها سألت نفسي عن مدى مصداقية الخبر !
معلومة واحدة من الصفحة كلها التي قرأتها جعلتني أشكك في صحة بقية المعلومات او المبالغة فيها..مستشفيات الولادة و الاطفال ليست لعلاج الحوادث
لا اعرف اذا كان كل الناس يعرفون ان المستشفيات العامه هي المستشفيات المسؤولة عن علاج الحوادث و الجروح و الحروق، اتهمت الصحيفة المستشفى بالعجز لانها لم تعالج قطع في جفن طفل بل تم توجيهه الى المستشفى الذي يعالج مثل هذه الحالات
المتعارف عليه انه في الحالات الخطيرة و النزف يتم إسعاف المريض حتى تستقر حالته و بعد ذلك يتم تحويله الى المركز المطلوب، انا ضد وجود مستشفيات ولادة و أطفال منفصلة لأنه من المفترض ان تكون جزءاً من مستشفيات عامة فكل تخصص متداخل مع الآخر بشكل او بآخر
أيتها الصحف رأفة بعقولنا و قلوبنا .. اذا كانت كل مستشفيات وزارة الصحة عجوزة وكل الأخطاء الطبية تنبع من هناك فأين نتعالج إذاً!
العمل على زيادة مبيعات الصحف عمل مشروع و لكن ليس بتشكيك المواطن في كل الخدمات المقدمة له، النقص موجود و الكمال مطلوب بالذات فيما يتعلق بالصحة، لن تكون الصحف هي بوابة تحسين الخدمات الصحية بل بالعكس هي من تسببت في زعزعة ثقتنا في مستشفياتنا و في أطبائنا، كم شكوى طبية قرأنا و لم نعرف تتمتها و لم نعرف مدى صحتها
احكي لكم حكاية عن خبر قرأته عن مستشفى اطباؤه قتلة للأطفال و حينما و قفت على الحقيقة وجدت ان الطفلين هما إسقاط لا تتجاوز اوزانهم 250 جرام، بقيت تهمة ( قتلة الأطفال ) بلا عقوبة و انتهت القضية بمعرفة الأب ان ابنيه التؤام ماهما إلا إسقاط في الشهر الخامس من الحمل
نتبادل التهم بلا أدلة .. حينما تترك الاتهامات حق مشروع للجميع بلا وجه حق فكلنا في يوم سنصبح متهمون و نفتقد مصداقيتنا، الإعلام هو وسيلة تثقيفية و توعوية .. حينما نسئ استخدامه لن نكون مقنعين يوماً، لم اسمع ان هناك قضية أقيمت على صحيفة محلية بسبب موضوع أثارته من غير بينة او تهم باطلة لو كان الأمر كذلك لكان لكل حرف ألف حساب، ضحية القصص المبالغ فيها و التهم التي نطلقها بلا تفكير هي انا و انت و الوطن
شكراً للدكتوره صباح ابو زناده لثورتها على من قام بقذف الكادر الطبي النسائي، و لكنني أرى ان وقتنا أثمن من ان نهدره في الحديث عنهم، وأيضاً اتفق مع الدكتوره صباح في ان القذف جريمة و لها حدٌ في الإسلام و لكن مازلت أؤمن أنهم لا يستحقون ان نلتفت لهم..لأن الرشد ينقصهم.