بقلم الدكتور “أسامة صالحة” استشاري نساء وولادة وعلاج العقم
ما هو الحمل العنقودي؟
هو عبارة عن خلل في تكوين المشيمة يحدث مباشرة بعد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي . ويعتبر الحمل العنقودي أحد مضاعفات الحمل قليلة الحدوث لكنها خطيرة ،
ما هي أنواع الحمل العنقودي ؟
النوع الاول : “حمل عنقودي كامل ”
يحدث الحمل العنقودي الكامل عندما تتلقح البويضة فارغة بحيوانان منويان ، فينتج عن ذلك بويضة ملقحة تحوي على 46 كروموسوماً من الأب فقط ( بينما تحوي البويضة الملقحة الطبيعية على 46 كروموسوم نصفها من الأب و النصف الآخر من الأم) ، وبسبب هذا الخلل تتكون المشيمة دون جنين ، وتنتج المشيمة النامية هرموناً يسمى ( HCG ) وهو الهرمون الذي تفرزه المشيمة عادة في الحمل الطبيعي ، ولذلك يكون تحليل الحمل إيجابياً ، لكن لا يظهر الجنين عند عمل أشعة صوتية للرحم .
النوع الثاني : “حمل عنقودي جزئي ”
يحدث الحمل العنقودي الجزئي عندما تتلقح البويضة الطبيعية بحيوانين منويين ، فينتج عن ذلك بويضة تحمل 69 كروموسوماً وعندها يتكون جنين و مشيمة مشوهان . وبسبب التشوه الحاصل لا يتمكن الجنين من الحياة ، ويموت في بداية الحمل ، أما المشيمة فتستمر بالنمو والإنقسام و تفرز كميات كبيرة من هرمون ( HCG) ، ولذلك تشتكي السيدة الحامل بالحمل العنقودي الجزئي من زيادة أعراض الوحم (الغثيان و القيء )، ويكون حجم الرحم أكبر من المتوقع لعمر الحمل .
ما هي أعراض الحمل العنقودي ؟
- تأخر الدورة الشهرية
- نزيف مهبلي ، يكون أحياناً مصحوباً بنسيج يشبه عنقود العنب
- غثيان وقيء أكثر من الطبيعي في أغلب الحالات .
- يكون حجم الرحم أكبر أو أصغر من المتوقع لعمر الجنين
- تظهر المشيمة على شكل مميز أثناء إجراء الأشعة الصوتية يسمى ( العاصفة الثلجية )
- في أغلب الاحيان .لا يتمكن الطبيب من رؤية الجنين عند إجراء الأشعة الصوتية في حالة الحمل العنقودي الكامل ، أما في حالة الحمل العنقودي الجزئي فقد يظهر الجنين ولكنه يكون في أغلب الأحوال غير طبيعي .
- يكون مستوى هرمون ( BHCG ) في الدم مرتفعاً أكثر من المتوقع لعمر الجنين
ما هو علاج الحمل العنقودي؟
تحتاج السيدة المصابة بالحمل العنقودي للتخلص من الحمل وإجراء تنظيفات للرحم بواسطة الشفط ، ولا بد من الحذر أثناء تنظيف الرحم والتأكد من عدم إبقاء أي مخلفات للحمل لأنها يمكن أن تنمو وتغزو الأنسجة الأخرى مثل الدم و العظم و الرئتين .
تحتاج المريضة بعد عملية التنظيفات للمتابعة المستمرة لفحص البطن و الرحم و التأكد من رجوعه لحجمه الطبيعي ، وذلك كل أسبوعين ، ثم كل ثلاثة أشهر بعد ذلك ، ولا بد من متابعة مستوى هرمون (BHCG) أسبوعياً حتى يصل إلى الصفر ، ثم شهرياً لمدة سنة .
يحدث في بعض الأحيان أن يرتفع مستوى الهرمون بعد إنخفاضه وهذا يعني أن بقايا الحمل العنقودي التي تُركت في الرحم عادت للنمو و تكاثرت مسببة إرتفاع الهرمون ، أو أن بعض الخلايا تكاثرت بشكل خبيث قبل عملية التنظيف و غزت الأنسجة المجاورة ، وهنا لا بد من العلاج الكيميائي بواسطة عقار الميثوتريسكات الذي يعطى بواسطة إبر عضلية مرة واحدة أو عدة مرات حسب الحالة و حسب تقدير الطبيب المعالج .
نادراً ما تنتشر الخلايا العنقودية عن طريق الدم إلى بعض الأعضاء الأخرى مثل الرئتين و العظام ، ولهذا فلا بد من عمل صورة أشعة سينية للصدر و الرئتين لكل مريضة مصابة بالحمل العنقودي بالإضافة إلى الفحوصات الأخرى .
ما يمكن أن يحدث الحمل مرة أخرى؟
أما بالنسبة للحمل في المستقبل فيفضل عدم حدوث الحمل لمدة سنة بعد إستئصال الحمل العنقودي ، وذلك منعاً لإختلاط الأمور وعدم تمييز سبب إرتفاع هرمون (BHCG ) وهل هو بسبب الحمل الطبيعي أو بسبب عودة الخلايا العنقودية للنمو و التكاثر .
ما هو المتوقع للسيدة التي حملت حملاً عنقودياً في المستقبل ؟
إن نسبة تكرر حدوث الحمل العنقودي في المستقبل هي حوالي 1% ولذلك يطلب الطبيب المعالج إجراء فحص بالأشعة الصوتية للسيدة الحامل منذ البداية للتأكد من سلامة الحمل .