هناك الكثير من الحركات اللا ارادية التي قد يعاني منها الاطفال في الاعمار المختلفة و تختلف هذه الحركات او النوبات عن النوبات الصرعية أو التشنجات و من اكثر انواع هذه الحركات اللاأرادية شيوعا ما يسمى بالخلجة.
فما هي الخلجة؟
هي عبارة عن حركات او اصوات لا ارادية تتكرر بشكل منتظم نتيجة لحركة مجموعة من العضلات. قد تحدث هذه الحركات في عضلات الوجه كارمش أو العين او الخد او الفم او الانف. كما انها قد تحث في عضلات الجسم الاخرى و لكن بشكل اقل حدوثا فقد تحدث أيضا في عضلات الكتف او حتى الاطراف و قد تكون بشكل اصوات كصوت حشرجة او صوت انفي او كمحاولة تنقية الحلق و أكثر الاصات شيوعا هي الاصوات الحلقية.
و كما ذكرنا فالخلجة مشكلة شائعة و قد يحدث الخلط او الالتباس بينها و بين التشنجات او الحركات اللاإرادية الاخرى و قد لا يتم الالتفات لها ابدا.
ما هو سبب حدوث الخلجة؟
السبب ليس معروفا تماما و لكن تشير النظريات الى انها تنتج من وجود عدم توازن في عمل النواقل العصبية الكيميائية على مستوى الهرمونات العصبية في الدماغ. كما انه تمت ملاحظة تكرار حدوث الخلجة في بعض العوائل مما يعطي احتمالية وجود مسبب جيني أو عوامل جينية. أيضا تزداد الاصابة بالخلجة عند المصابية باضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه و عند المصابين بالوسواس القهري.
ما هي أنواع الخلجات؟
تصنف الخلجة او كما تسمى احيانا التشنجات اللا ارادية الى بسيطة حركية و صوتية و معقدة:
· الحركية البسيطة: هي الحركة القائمة على التشنجات اللاإرادية التي تؤثر على مجموعات منفصلة من العضلات.
· الصوتية البسيطة: هي الأصوات الغير اللارادية التي تنتج عن تحرك الهواء من خلال الانف او الحلق و الحبال الصوتية.
· الحركية المعقدة : و تشمل حركة مموعة من العضلات حول مفاصل مختلفة لتحدث حركة كبيرة في الجسم مثل القفز أو تكرار تعابير الاخرين.
· الصوتية المعقدة: مثل تكرار بعض الكلمات او العبارات.
و الشائع من الانواع جميعها هو البسيط من الحركات او الاصوات.
ما هي أعراض الخلجة؟
تبدا الاعراض في العادة في سن دخول المدرسة او في عمر قريب من ذلك و تصل القمة في حدتها عند عمر 10-12 سنة. و ما يميز أعراض الخجة هو انها في تذبذب فالحركات او الاصوات الاإرادية تكون في ازدياد و انخفاض مثل الموجات السنسة فتظهر و تختفي بين وقت و اخر. و يحس المصاب انه يحتاج لعمل هذه الحركة للحصول على الراحة بعد ذلك و يحتاج بعد المصابين لتكرار الحركة قبل التخلص من الاحساس الملح لعملها كما ان محاولاته لايقافها قد يتبعها زيادة في الاحساس بالرغبة لعملها.
ما هي العوامل التي تزيد من حدوث الخلجة؟
تزداد هذه المشكلة عند وجود الضغوط النفسية أو التعب أو الاجهاد أو الانفعال و في المقابل قد تظهر بشكل اكبر في حالات الاسترخاء و الاندماج.
كيف يتم تشخيص الخلجة؟
عندما تطلب من المصاب وصف ما يحدث فسيخبرك انه يحس بحاجة ملحة لامر ما كالعطس او الرمش او الحكة او التثاؤب وأنهم بحاجة لاصدار الحركة أو الصوت رغم ان الامر خارج عن السيطرة و يضعه تحت ضغط يتراكم عند محاولات السيطرة عليها و منع الخلجة من الحدوث.
و التشخيص عند الصغار: مع وجود صعوبة عند الطفل لوصف تلك الاحاسيس كما يصفها الكبير الذي يعاني الامر ذاته يعتمد على الوصف من المحيطين و مراقبة الحالة و استبعاد النوبات التي قد تعطي وصفا مشابها. و كلما ازداد العمر ازداد الامر وضوحا.
الى متى تستمر الخلجة؟
عادة ما تبدأ المشكلة عند عمر سن دخول المدرسة و قد تستمر الى ما بعد البلوغ عند الثلث تقريبا من المصابين لهذا قد نجدها ايضا عند الكبار.
ما هي أساليب التشخيص الأخرى؟
التشخيص الدقيق للخلجة قد يغني عن عمل الفحوصات الغير لازمة و لكن عند الاشتباه بمشكلة اخرى او سبب عضوي. مثل:
· قصور في الغدد
· النوبات الصرعية
· الحركات اللا ارادية الاخرى التي يختلف مسبباتها في الدماغ
يحتاج المصاب في هذه الحالات الخضوع للفحوصات اللازمة تحت اشراف الطبيب.
هل يمكن علاج الخلجة؟
بعض الحالات تكون مؤقتة تختفي بعد فترة من الزمن و البعض الاخر تستمر فتكون مزمنة و هنا ايضا تكون الأعراض متأرجحة في الشدة فتزداد حينا و تقل و تختفي في حين اخرو في معظم الحالات تختفي الاعراض بعد البلوغ و النسبة القليلة تستمر معها الأعراض بعد ذلك. و لكن هناك القليل من الحالات التي تستدعي العلاج بسبب شدة الحالة واستمراريتها و تاثيرها على حياة المصاب و تتوفر العلاجات الدوائية لمثل هذه الحالات.
كيف يكون علاج الخلجة؟
غالبا ما يكون العلاج عادة علاجا سلوكيا و نفسيا و يبدا بشرح الحالة للأهل و للطفل ليتفهم الجميع ما يحدث و لتتلافى المؤثرات التي تزيد من حدوث النوبات، لا سيما و ان النوبات قد تسبب الضيق للاهل الأمر الذي يخلق ضغوطا على الطفل ليكف عن عمل ذلك فتزداد مرات و حدة النوبات. وقد تُجدي الجلسات السلوكية مع الطفل، أما اللجوء الى الادوية فهو في حالات إستثنائية و ذلك في الحالات التي تؤثر فيها الخلجةعلى حياة الطفل بشكل واضح.
هل يوجد درجات للإصابة بالخلجة؟
قد تكون الاصابة اكثر تعقيدا و هذا ما يسمى بمتلازمة توريت و هنا تكون المعاناة من مجموعة من الخلجات المختلفة لمدة تتجاوز السنة و هنا تزداد حاجة المريض للعلاج الدوائي.
ختاماً أود التذكير أن ما يميز الخلجة بأنه كلما ازدادت محاولات منعها زاد الاحساس الملح لحدوثها فينتهي المطاف بحدوثها، و عندما تطلب من المصاب وصف ما يحدث فسيخبرك انه يحس بحاجة ملحة لامر ما كالعطس او الرمش او الحكة او التثاؤب أو أنه بحاجة لاصدار الحركة أو الصوت لهذا لابد من التجاهل و ازالة المثيرات للنوبة.